••• النصوص الدالة على إمامته على قسمين:

أحدهما: النصوص المروية من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في جملة الإثني عشر وهي كثيرة، مثل خبر اللوح الذي هبط به جبرئيل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من الجنة فأعطاه فاطمة (عليها السلام)، ومثل ما روي أن الله تعالى أنزل إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كتاباً مختوماً بإثني عشر خاتماً وأمره أن يدفعه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ويأمره أن يفض الخاتم الأول فيه فيعمل بما تحته، ثم يدفعه عند وفاته إلى الحسن (عليه السلام) ويأمره بفض الخاتم الثاني، ويعمل بما تحته، ثم يدفعه عند حضور وفاته إلى الحسين فيفض الخاتم الثالث ويعمل بما تحته، ثم يدفعه عند وفاته إلى ابنه علي بن الحسين ويأمره بمثل ذلك ثم يدفعه إلى ابنه محمد بن علي ويأمره بمثل ذلك ثم يدفعه إلى ولده حتى ينتهي إلى آخر الأئمة عليهم السلام(1)

ثانيهما: الأحاديث الواردة في إمامته خاصة بعد أبيه علي بن الحسين عليهما السلام:


• روى المفيد بإسناده عن جابر بن عبد الله قال
: قال لي رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): يوشك أن تبقى حتى تلقى ولداً من الحسين (عليه السلام) يقال له محمد يبقر علم الدين بقراً فإذا لقيته فاقرأه مني السلام(2).


• وروى بإسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام، قال
: دخلت على جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه) فسلمت عليه فرد علي السلام، ثم قال لي: من أنت؟ وذلك بعد ما كف بصره، فقلت: محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام، فقال: يا بني ادن مني، فدنوت منه فقبل يدي، ثم أهوى إلى رجلي يقبلهما فتنحيت عنه ثم قال لي: إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقرأك السلام، فقلت على رسول الله ورحمة الله وبركاته، وكيف ذلك يا جابر؟ فقال: كنت معه ذات يوم فقال لي: يا جابر لعلك تبقى حتى تلقى رجلاً من ولدي يقال له محمد بن علي بن الحسين عليهم السلام يهب الله له النور والحكمة فاقرأه مني السلام(3).


• روى الخزاز بإسناده عن أبي خالد الكابلي، قال
: دخلت على علي بن الحسين عليهما السلام وهو جالس في محرابه، فجلست حتى انثنى وأقبل علي بوجهه يمسح يده على لحيته، فقلت: يا مولاي أخبرني كم يكون الأئمة بعدك؟ قال: ثمانية قلت: وكيف ذلك؟ قال: لأن الأئمة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) اثنا عشر عدد الأسباط، ثلاثة من الماضين، وأنا الرابع، وثمان من ولدي أئمة أبرار، من أحبنا وعمل بأمرنا كان معنا في السنام الأعلى، ومن أبغضنا وردنا أو رد واحداً منا فهو كافر بالله وبآياته(4).

 

الهوامش

1 ـ إعلام الورى للفضل بن الحسن الطبرسي ص266.

2 ـ الإرشاد ص246 ورواهما الفتال في روضة الواعظين ج1 ص243.

3 ـ الإرشاد ص245 ورواهما الفتال في روضة الواعظين ج1 ص243.

4 ـ كفاية الأثر لعلي بن محمد الخزاز القمي الرازي ص236.

 

Javascript DHTML Drop Down Menu Powered by dhtml-menu-builder.com